التزم الصلاة على وقتها فهو متشدد
|
امتنع عن سماع الموسيقى فهو متشدد فلماذا لا يروح عن نفسه و الدين يسر
|
و تتردد هذه الكلمات على مسامعنا حتى سئمنا منها فما هو معنى التشدد؟!
|
التشدد فى اللغة بمعنى تشدد فى الأمر أى بالغ فيه و لم يخفف فهو متشدد أى مبالغ فى الأمر
|
إذاً فعندما يلتزم الإنسان بما أمره الله به , و جاء أمر الله فى نصوص القرآن , و السنة فهل يعتبر متشدداً أم متمسكاً ؟!
|
بل هو متمسك بما أمره الله به متمسك بأن يفعله ثابت على فعله
|
قال تعالى
|
(لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) البقرة (256)
|
و كما ورد فى كتاب التفسير للسعدى
|
(فمن يكفر بالطاغوت فيترك عبادة ما سوى الله , و طاعة الشيطان, و يؤمن بالله إيماناً تاماً أوجب له عبادة ربه و طاعته (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ ) أى بالدين القويم الذى ثبتت قواعده , و رسخت أركانه, و كان المتمسك به على ثقة من أمره ,لكونه استمسك بالعروة التى (لاَ انفِصَامَ لَهَا )
|
و بما أننا قلنا أن التشدد معناه المبالغة فى الأمر فكل من حاول التنطع فى الدين و مجاوزه الحدود و غالى فى العبادة بما يشق عليه أو تعبد بما لم يأمر به الله (الابتداع) و غير ذلك من صور التنطع فهو متشدد
|
أما من سار كما أمره الله فهو ليس متشدداً
|
أما من جاوز حدود الله بالتساهل فيها , و تضييعها , و لم يذعن لأوامر الله , و يأتمر بأوامره , و ينته بنواهيه و بالغ فى ذلك , و أسرف على نفسه بالذنوب , و المعاصى , و أيضاً دعا إلى ذلك فهو المتشدد.... تشدد حين جاوز حدود الله و لم يلتزم بها.... تشدد حين عصى الله و تساهل و بالغ فى ذلك بل و أحياناً يستحل المعصية
|
فإلى كل من يصرخ , و يصيح , و يتشدق بهذه الكلمات إن من يتمسك و يلتزم حدود الله , و يأتمر بأوامره و ينته بنواهيه ليس متشدداً بل متمسكاً و نقول لكم بل أنتم المتشددون
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق